رسالة من عروبي إلى أصحاب العنتريات التي ما قتلت ذبابة

2022, 12, Sep
26:12 am
0
فيديو
نحن العرب في هذا العصر نعيش على الهامش؛ و لا أحد منا مقتنع بهذه الحقيقة، تتقاذفنا أمواج المصالح الدولية و الإصطفافات الإقليمية. انسلخنا من ماضينا العربي و اندمجنا في تيارات تتحكم و تفكر بالنيابة عنا.
بدأ التمهيد لمخطط الفوضى الخلاقة و الإلحاق بالمشاريع الإستعمارية، قبل غزو العراق سنة 2003، لكن الغزو الأمريكي للعراق عجل بتمايز الخنادق و بروز المشاريع التي كانت تطبخ للأمة العربية للقرن الجديد.
أول هذه المشاريع التي ظهرت في منطقتنا العربية، كان "قناة الجزيرة" التي أوٌكلت لها مهمة الفوضى الخلاقة و تصفية القضية الفلسطينة؛
و فعلا لعبت هذه القناة دورا فاعلا في تخدير المشاهد العربي من خلال غسيل دماغه و هي أول قناة تطبع مع إسرائيل و لازالت إلى اليوم تستضيف عل مدار الساعة عتاة الصهاينة على شاشتها.
استخدمت قناة الجزيرة شعار( الرأي و الرأي الآخر) للتلبيس على مخططها الخبيث لطمس هويتنا العربية، و لم يكن غريبا أن تتلاقى الجزيرة الناطقة باسم النظام القطري مع أحلام أردوغان العثماني و مطامع ملالي إيران التوسعية، فالمشروع الإستعماري في منطقتنا يقوم على هذا الثالوث، و البقية مجرد نتائج و تفاصيل.
لقد استغلت القوى الدولية الغربية، أخطاء الأنظمة العربية و استفادت من صراعاتنا الداخلية لتنفيذ مخطط التطبيع، و قد تسارع هذا التوجه بعد احتلال الولايات المتحدة للعراق بصفقة مشؤومة شاركت فيها بعض الأنظمة العربية و إيران، و شكل هذا التحول نهاية مرحلة و بداية أخرى، هي مرحلة تصفية القضية الفلسطينة و تغيير الخارطة السياسية للمنطقة التي سيتبين لاحقا أنها مرحلة دامية في نتائجها و خطيرة في حجم المؤامرات و الصراعات التي جلبت للمنطقة.
و من هذه النتائج للأسف، التوجه نحو التطبيع النهائي مع الكيان الصهيوني.
و لكي أوجز فإن توجه قطر نحو الجماعات الإسلامية المتشددة و دعمها لها بالمال و السلاح لتدمير بعض البلدان العربية، و استمرار إيران في التوسع و التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا و لبنان و العراق و الخليج و اليمن،
و التدخل العسكري لتركيا في سوريا والعراق و الصومال و ليبيا و تهديدها مؤخرا لدولة الأمارات، ناهيكـ عن ارتدادات كل ما يجري في منطقتنا، علينا و التدخل المباشر و غير المباشر للقوى الدولية في المنطقة، جعل دول الخليج في النهاية، و منها الإمارات العربية المتحدة تتجه هي الأخرى إلى إسرائيل.
لقد سبقتها إلى التطبيع تركيا و قطر، بينما ظلت إيران تتفرج خارج الملعب ملوّحة بخرقة بالية أسمتها المقاومة، ابتدعتها للتغطية على أطماعها في البلاد العربية، و هي المعروف أن نظامها الذي يحكم منذ أربعين سنة، لم يوجه طلقة واحدة نحو إسرائيل رغم عدوان إسرائيل المتكرر على إيران؛ لكنها توهم العرب بمحور المقاومة و هو غطاء تستخدمه لنشر التشيع و احتلال البلدان العربية لا أقل و لا أكثر.
هذه هي الأسباب التي جعلت الإمارات تلتحق بركب الدول المطبعة مع إسرائيل؛
و طبعا ستتباين ردود الفعل و الآراء تبعا للتيارات التي ذكرتها في بداية المقال و التي أرى شخصيا أنها سلبت من الأمة إرادتها و باعت قضيتها الكبرى "قضية فلسطين العربية السليبة" في مزادات الإصطفافات الدولية و لم تقدم لفلسطين إلا العنتريات التي ما قتلت ذبابة.
ختاما أقول:
إما أن نحرر عقولنا و فكرنا من أصحاب تلك المشاريع التي تحدثت عنها و نواكب التغيير الجاري في العالم بتطوير و تصحيح بوصلة المقاومة و النضال أو سوف نظل رهينة للمزيد من حروب داحس و الغبراء التي لا تنتج إلا الأوهام و الرهانات الفاشلة.
الإعلامي : سيد أحمد ولد ابنسجاره
فيسبوكـ ، بتاريخ:14أغشت 2020